روابط الوصول

تكريم السّينما العربيّة، المساهمة في إتاحة أفضل إنتاجات السينما العربيّة المستقلّة أمام جمهور واسع ومتنوّع على امتداد العالم،التّرويج لصنّاع الأفلام العرب ودعمهم، توظيف القوّة الكامنة التي تحملها السينما في معالجة القضايا الملحّة، رفد مستخدمي شبكة الانترنت بمنصّة توفّر لهم ترفيهًا ضروريًّا فيما تخلق في الآن عينه مساحة تأمّل نقديّ اجتماعيّ سياسيّ بالسينما العربيّة المستقلّة، هذا ما سعت وتسعى إليه منصّة أفلامنا منذ إطلاقها عام 2020.

منذ عودتها بحلّة جديدة في آذار من العام 2021 تواظب المنصّة على تقديم برامج شهريّة متجدّدة، تتيح من خلالها مجّانًا وأسبوعيًّا مشاهدة مجموعة مختارة من الأفلام، منها الكلاسيكيّة ومنها المعاصرة ومنها التي حازت على شعبيّة متميّزة وأثّرت في الثّقافة العربيّة ومنها التي لم تحظَ بعرض سابق. هي منصّة للأصوات العربيّة ومساحة لنشر مقالات مميّزة تبعث على التّأمّل والتّفكير.

على نقيض المقاربات التي توفّر أعدادًا هائلة من الأفلام المختلفة، تعتمد المنصّة على برمجة دوريّة لمجموعات صغيرة من الأفلام المنتقاة بعناية، على غرار برمجة عروض دور السينما ولكن مع الحرص على التّنويع والغنى في الخيارات.
نجد من المهمّ بمكان اعتماد البرمجة لمقاربة تنتقي الأفلام بعناية ضمن خطّ تحريريّ دقيق ينهل من مواضيع متنوّعة. إنّما نريد بذلك تشجيع التّفاعل والتّأمّل، نريد أن نتيح أمام المشاهد فرصة اكتشاف أو ربّما إعادة اكتشاف إبداعات مميّزة من أفلام روائيّة ووثائقيّة قصيرة وطويلة لمخرجين معروفين، مع حرصنا الدّائم على تسليط الضّوء على إنتاج جيل جديد من المبدعين العرب.

هكذا، جاء العام 2021 غنيًّا ببرمجات متنوّعة على منصّة أفلامنا، برمجات غالبًا ما رافقتها أنشطة مختلفة (من نقاشات وحلقات حوار ومقابلات مع المخرجين، إلخ.). تمحورت أفلام هذا العام حول مواضيع مختلفة سياسيّة واجتماعيّة وبيئيّة وغيرها، أفلام اختارها مبرمجون عرب وأجانب وأرفقوها بمقالات مميّزة تضيء على قوّة وتأثير كلّ برمجة وتستكشف تفاعلها مع العالم.

أضاء المخرج والمؤرّخ السّينمائيّ اللبنانيّ هادي زكّاك على القضيّة الفلسطينيّة في برمجة بعنوان ‘هل كلّنا فدائيّون؟‘. كتب زكّاك: ‘ قد تكون السينما عمليّة فدائيّة في ظلّ كلّ التحدّيات التي نعيش فيها ولكنّها ضرورة كفعل مقاومة‘.

تضمّنت برمجة ‘مدار بيروت دي سي‘ أفلام نوعٍ تحمل بعدًا اجتماعيًّا. أفلام حرب ودراسات تاريخيّة وقصص لجوء وصور صارخة للمهمّشين في لبنان وتونس والسّودان وفلسطين وسوريا، جاءت لتعكس التّنوّع الجماليّ الذي تكتنزه السّينما العربيّة المعاصرة وسط تقلّبات سياسيّة طبعت السّنوات العشرين الماضية.

أمّا برمجة ‘متمرّدات‘ التي قدّمها ‘سينماتك بيروت‘ فقد أعطت للنّساء المتمرّدات مكانتهنّ المميّزة والمستحَقّة. في هذه البرمجة أشادت جمعيّة ‘متروبوليس للسينما‘ بالدّور المتمرّد الحرّ الذي لعبته النّساء في صياغة مختلف مراحل تاريخ السينما في لبنان.

في هدى مفهوم ‘النظرة الأنثويّة‘ Female Gaze، أو تلك النّظرة التي تتحدّى طغيان النّظام الأبويّ على السينما النّسويّة والكويريّة، سعينا جهدنا لنلقي نظرة مختلفة على ‘رواية القصّة الشخصيّة‘ من خلال تجارب نسويّة وكويريّة.
من هذا المنطلق قدّمت لويز مالهيرب برمجة ‘أين سيذهب جسدي إن لم يرتقِ للأعلى؟‘ في إطار مهرجان سينما الفؤاد.

في برمجة ‘صيف حارّ‘ قدّمت المخرجة إليان الرّاهب مجموعةً من أفلام ‘الصّيف‘ التي تناولت قصص الصّداقة والعائلة والحبّ والجنس والتّأمّل في الماضي، في زمنٍ سياسيّ حارّ مطبوع بصور الحرب.

في دورته الثالثة. قدّم مهرجان ‘ريف، أيّام سينمائيّة وبيئيّة‘ مجموعة من الأفلام التي تضع الدّور الرّاهن للأساطير والمعتقدات تحت المجهر والتي تقارب الموضوع من زوايا عدّة مختلفة.

تأمّلت البرمجة التي قدّمتها ‘بيروت دي سي‘ تحت عنوان ‘عن مساحة الكارثة والتّعبير‘، في تفاعل الإبداع العربيّ مع الكارثة، في فهمه لها وتعامله معها وفي تأثير هذه الكارثة عميقًا في الرّوح.في برمجته التي حملت عنوان ‘ما (لا) نحبّ أن نراه هو دومًا في داخلنا‘ قدّم المورد الثقافيّ مجموعة من الأفلام التي دعمها على مدار السّنوات العشر الماضية والتي حاولت الخروج عن النّمط التّصويريّ السّائد في تناول مختلف المواضيع وتأمّلت في الصّور التي عادة ما يتجنّب المرء مشاهدتها.

في ‘نهضة أفلام الفانتازيا العربيّة‘ سلّط أنطوان واكد، المدير الفنّيّ لمهرجان مسكون، الضّوء على موجة جديدة من صنّاع الأفلام العرب الذين تجرّأوا على كسر القالب الرّوائيّ السّائد وانفتحوا على التنوّع الهائل في المقاربات السّرديّة التي يمكن للسينما أن تعتمدها.

أخيرًا وليس آخرًا، عرضت المنصّة قصصًا شخصيّة وحميمة حوّلت الحياة الخاصّة والعائليّة إلى مواضيع سينمائيّة بامتياز وذلك ضمن برمجةٍ اختارت أفلامها المخرجة زينة صفير تحت عنوان ‘تصوير الخصوصيّة‘.

قبل تدشين العام 2022 بدورة جديدة من برمجة العروض ونزولاً عند رغبة المشتركين بخدمات المنصّة، نرغب بتخصيص برمجة كانون الثاني من العام الجديد للإضاءة على بعض ما قدّمناه خلال العام الماضي. احتفاءً بطلباتكم لإعادة عرض بعض الأفلام نتيح أمامكم فرصة مشاهدة مجموعة مختارة منها. نقدّم لكم في هذه البرمجة مجموعة من الأفلام التي تجدر مشاهدتها والتي ميّزت عروض العام 2021.
أمّا بعد وابتداءً من شباط من العام 2022، فترقّبوا مجموعة مواضيع جديدة نأمل أن يستمتع الكثيرون منكم بمشاهدة أفلامها.