روابط الوصول

البرنامج الموازي لمهرجان أيام فلسطين السينمائية - النسخة التاسعة

تمثّل الأفلام المختارة فترة زمنيّة معيّنة شكّلت نقطة تحوّل في التّاريخ السّياسي الفلسطينيّ كما في التّعبير الفنّي. كانت السّينما آنذاك أقوى تمثيل لصورة الفلسطينيّين المتغيّرة قبل بيروت وبعدها. كيف تمّ التّصوير وفي أي فيلم وما الذي تمّ فعلًا تصويره.

بدأت الثورة الفلسطينية وكذلك الكفاح المسلح في التراجع، ووجد الفلسطينيون أنفسهم مرة أخرى مشتتين يسترجعون ذكريات من 1948 إلى 1967. صورة اللاجئ التي حرّر الفلسطينيّون أنفسهم منها واستبدلوها بصورة الفدائيّ، عادت لتظهر وعبرت الحدود إلى المنطقة العربيّة والعالم وانعكست في أدوات ومواضيع السّينما الفلسطينيّة.
أفلام تلك الحقبة عكست تحوّلًا في شكل ومحتوى التّعبير السّردي والبصريّ. في تلك المرحلة انتهت سينما المقاومة وبدأ الفلسطينيّون يستكشفون أشكالًا جديدة ومحتوًى جديدًا للسّرد والتّعبير البصريّ. في تلك المرحلة، راح الفلسطينيّون يستكشفون أشكالًا جديدة من السّينما أكثر ملاءمة لسياقهم التّاريخي الجديد.

فترة الثّمانينيات لا تمثّل تغييرًا في لغة السّينما فحسب، بل تمثّل أيضًا نقطة تحوّل في اللّغة المرئيّة للتّاريخ الثّقافيّ الفلسطينيّ والعربيّ ككلّ. لذلك تأتي عروض الأفلام هذه من ضمن برنامج نقاش جماعيّ، يعرض ديناميكيّات ثقافة الذاكرة المرئيّة المعاصرة وخاصّة في ما يتعلق بالشتات وما جاء من بعده.
يلعب موقع الصّورة هنا (متحرّكة كانت أم ثابتة) دورًا فريدًا كوسيلة تعبير أساسيّة عن الذاكرة. لكنّ الصّور لا تعمل كوسيلة تعبير عن الذاكرة إلا متى تمكنّا من قراءتها في سياقها. لا تحمل الصّورة ذاكرة إلّا متى كوّنّا معرفة كافية بالحدث الذي تقدّمه. يمكننا توصيف العلاقة بين الصورة وما تمثّله وبين القدرة على فكّ شيفرتها، كعلاقة متبادلة.

لذا، إن أردنا للصّورة أن تعمل كحامل للذاكرة وأن تقدّم الذاكرة الجمعيّة أفضل تقديم، وجب علينا أن نُكوّن ألفة كافية مع ما نرى ونبصر. إنّ وصف سلافوي جيجك لهذه العلاقة بين الإبصار والسّماع، ألهمنا عنوان برنامجنا هذا، لأنّ الصّوت '(...) إنّما يشير إلى فجوة في المجال المرئيّ، إلى البعد الذي يتفلّت من إبصارنا. نحن في النهاية، نسمع ما نسمع، لأنّنا لا نستطيع أن نُبصر كلّ شيء'.

من يحدّد القصص التي نسمع عندما نرى هذه العلامات؟ من يخلق العلاقة المتبادلة وما الذي يقوله كلّ هذا عن الذاكرة التي نقدّرها والتي تمثل الوعي الفلسطينيّ الجمعيّ والتّجربة الفلسطينية الجمعيّة؟
ماذا تعني 'الذاكرة الجمعيّة' بالنّسبة لنا؟ كيف نحدّد هذا المصطلح في حالتنا الخاصّة في فلسطين؟ تاريخ يتميّز بمِشْكالٍ من الذكريات والتّاريخ. ما هي ديناميكيّات النّسيان والتّذكّر؟ كيف نحدّد أيقونات ذاكرتنا؟ هل تمثّل هذه الأيقونات اللحظة الرّاهنة وتبني ذاكرة جمعيّة متنوّعة غنيّة أم تختزلها؟

تمّت معالجة هذه الأسئلة من خلال حلقات نقاش ثلاث مختلفة، تناولت التّحوّل التّاريخي من منظور اجتماعيّ سياسيّ وتأثيره على الفنون المرئيّة وبالطّبع انعكاسها في الجوانب السينمائية.

ضمّ النقاش ضيوفًا متحدّثين كالدّكتور عصام نصّار والدّكتور حامد دبيشي والدّكتورة نادية يعقوب.