روابط الوصول

فيما تواصل "إسرائيل" هجومها على غزّة استكمالًا لِمشروع الإبادة الجماعيّة الذي بدأته منذ عقود، وبينما تبدأ عدوانًا جديدًا على لبنان، تُخصّص أفلامنا.أونلاين أشهر تشرين الثاني، كانون الأول وكانون الثاني لعرض أفلام نضاليّة لمخرجين من فلسطين ولبنان وسوريا. توثّق الأفلام عقودًا من الظّلم والمقاومة والتّضامن، عقودًا من نضال روح أهل الأرض التي لم تنكسر يومًا.
نأمل ألّا تكون هذه الأفلام مجرّد صرخة في الفراغ، بل نريدها أن تسترجع صورتنا التي تمّت مصادرتها، نريدها أن تزرع الأمل وتساهم في النّضال الحقّ. شاهدوها وانشروها واجعلوا منها إلهامًا على المقاومة.



بيروت مدينتي
فرض الجيش الإسرائيلي حصارًا على بيروت في تموز 1982. قبل ذلك بأربع سنوات، شاهدت جوسلين صعب منزل طفولتها الذي يعود عمره إلى 150 عامًا يحترق أمام عينيها. سألت نفسها: متى بدأ كل هذا؟ أصبح كل مكان موقع تاريخي وكل اسم ذكرى.

حكاية قرية وحرب
"حكاية قرية وحرب" يحكي عن أهالي جنوب لبنان خلال فترة الاجتياح الإسرائيلي عام 1978، ويُبرز معاناتهم اليوميّة خلال الإحتلال. وقد عُرِض في الأمم المتّحدة بطلب من غسّان تويني، مندوب لبنان حينها. ساهم العرض في إصدار القرار 425 الذي ينصّ على انسحاب الاحتلال الإسرائيلي من جنوب لبنان.

أجمل الأمهات
ينطلق الفيلم من قصيدة الشاعر حسن العبدالله التي لحّنها وغنّاها مارسيل خليفة، وتعبّر عن الحزن العميق الذي الذي يعتصر أم أحد شهداء منظّمة العمل الشيوعيّ الذين سقطوا خلال المواجهات. يطرح الفيلم تساؤلات حول النضال والعمل العسكري في المرحلة الأولى من الحرب الأهليّة اللبنانية.

تشويش
تنطلق بطولة كأس العالم لكرة القدم اليوم وأهل بيروت متحمّسون للحدث الكبير الذي طال انتظاره. وفيما تتواصل الحياة بشكل طبيعي، يبدو أن هناك خللًا في إشارة المباراة الأولى بسبب موجات صوتيّة غريبة. يخيّم الإحباط على أجواء المدينة ويؤدّي إلى وقوع حدث مباشر أضخم بكثير.

غزة تنادي
عائلتان ممزقتان يشتركان في "الجريمة" نفسها: كون عنوانهما على بطاقة الهويّة مسجّل في غزّة. إذ تحت حكم الاحتلال الإسرائيلي، يعتبرون "متسلّلين" في بلدهم. تحولت حياتهم إلى صراع دائم، فلا يستطيع الآباء التواصل مع أبنائهم إلا عبر الهاتف، ولا تستطيع الأخوات رؤية أخواتهنّ إلا عبر الإنترنت - الأمهات وأبناؤهن يكافحون ليلتئم شملهم.

خيام 2000-2007
الخيام: فيديو وثائقي تم تصويره عام 1999، وإكماله عام 2000.
لم يكن الذهاب إلى معتقل الخيام ممكناً قبل تحرير جنوب لبنان في أيار عام 2000. يقع المعتقل في منطقة محتلة من القوات الإسرائيلية وميليشيا جيش لبنان الجنوبي التابعة لها. سمعنا عن هذا المخيم لكننا لم نر أي صور قطّ. التقينا عام 1999 ستة معتقلين محررين لاستحضار تجربتهم. حاولنا إعادة بناء معسكر الاعتقال والحياة اليومية فيه من خلال شهاداتهم بأكبر قدر ممكن من التفاصيل. الكلمات عوّضت عن غياب الصور. سونيا، وعفيف، وسهى، ورجائي، وكفاح، ونيمان الذين اعتقلوا لما يقارب العشر سنوات، يروون عن المُعتقل وعن صمودهم ولاسيّما المقاومة من خلال صنع إبرة وقلم رصاص وسبحة، ورقعة شطرنج، والنحت وغيرها بالسرّ. في مواجهة حرمانهم من احتياجاتهم الأساسية، طوّر المعتقلون وتبادلوا تقنيات فنّية مدهشة للتواصل مع الآخرين، وللإبداع وللعصيان وللحفاظ على الإنسانية التي يحاول هذا المعسكر اقتلاعها.
الخيام، الجزء الثاني: فيديو تم تصويره عام 2007.
بعد تحرير جنوب لبنان عام 2000 تمّ تحويل معتقل الخيام إلى متحف. دُمّر المُعتقل بشكل كامل خلال الحرب الإسرائيلية على لبنان عام 2006. التقى هادجيتوماس وجريج مرة أخرى مع المعتقلين الستة الذين سبق وصوّروا معهم عام 1999، لردّ فعلهم على تدمير المعسكر الذي كانوا معتلقين فيه طوال تلك السنوات. يشاركون أفكارهم حول الذاكرة والتاريخ وإعادة البناء والخيال، والأهمّ من ذلك كلّه على الاقتراح الذي طرحه البعض في ذلك الوقت: إعادة بناء مخيم الخيام على نحو متطابق. لكن هل من الممكن إعادة بناء معسكر اعتقال؟ ما هو المغزى من ذلك؟ كيف نحافظ على الاثر؟

عيد ميلاد ليلى
يبدأ يوم أبو ليلى على صوت تحطم زجاج مدوٍّ. يتفقد منزله حيث يبدو كل شيء طبيعيًا، لكن الموسيقى التصويريّة الموتّرة تذكّرنا بأن المظاهر خادعة. وبالفعل، عندما يخرج أبو ليلى بسيارته الأجرة الصفراء، تبدو رام الله هادئة، لا بل جميلة. ومع ذلك، بينما يزداد يوم أبو ليلى تعقيدًا (رغم أن غرضه في ذلك اليوم - شراء كعكة عيد ميلاد وهدية لابنته - بسيط للغاية)، نرى كيف أن السلام في رام الله مجرد وهم.

الليل
في القنيطرة التي دمّرها الإسرائيليّون بعد احتلالها، هناك قبر لأب كان مجاهدًا في يوم من الأيام. يحاول مؤلف الفيلم أن يبحث عن قصة هذا الأب من خلال ذاكرة الأم، فـتوقظ روايتها عنده ملامح من ذاكرة تحمل مذاق السؤال ومرارة الجواب. كان الأب قد مرّ ذات يوم من عام 1936 من القنيطرة في طريقه إلى فلسطين مجاهدًا ليلتحق بثورة "القسّام" ضد الصّهاينة والإنكليز. ثم مرّ ثانية وهو عائد من فلسطين مهزومًا. فسحره هواءها، وقرّر أن يتزوج ويستقر فيها. ومن جديد، يذهب إلى فلسطين مع جيش الإنقاذ 1947، ثم يعود منها مع أولى بوادر النكبة وضياع فلسطين… لكنّه يبقى متمسّكًا بالمثل والأحلام، مشحونًا بروح الجهاد. يحصل أوّل إنقلاب عسكري 1949 ويستولي الجيش على السلطة، فيرفض الأب الانقلاب لكنّه في رفضه يتلقى صفعة الإهانة والسجن على يد بني وطنه، فيقرّر الموت، ويموت مثقلا بالقهر، ويدفن في مكان ما من القنيطرة. يعيش الابن موت والده هذا ويرث عنه مرارة الاهانة وثقل السؤال.
في القنيطرة المدمّرة اليوم، يرمّم الابن سيرة الأب، ويشتهي له موتًا آخر يريده أن يكون مشرفًا: الاستشهاد في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي للقنيطرة مدينته. بهذا الموت المشتهى، يحاول المؤلف أن يغسل عن أبيه وعن مدينته المدمّرة، عار الذاكرة.