نقدّم لكم في تشرين الأول أربعة أفلام طويلة من مصر، فلسطين، وتونس، وفيلمَين قصيرَين من لبنان.
ظلال
يسلّط الفيلم الضوء على مجموعة من نزلاء مستشفى العباسيّة للصحّة النفسيّة؛ هؤلاء القابعون في ظلّ وصمة «الجنون» التي ألصقها بهم المجتمع. يمنح المخرجان أولئك الرجال والنساء فرصة لسرد جانبهم من الرواية؛ فمنهم من تقبّل واقعه، ومنهم من يتوق للعودة إلى الحياة خارج أسوار المستشفى، ومنهم من لم يعرف سواه بيتًا.
يعكس الفيلم الإيقاع اليومي للحياة في المستشفى، من لحظة فتح أبواب العنابر حتى غلإغلاقها، فنرى الصداقات والخلافات التي تنشأ بين النزلاء، وما يجمعهم من شتى أشكال المعاناة ولحظات الصفاء النادرة، في مساءلة مركّبة لموقف المجتمع من الأمراض العقلية، ودور مثل هذه المؤسسات في علاجها.
اصطياد أشباح
لم يتبقَّ للمخرج رائد أنضوني من تجربة اعتقاله في المسكوبية، مركز التحقيق التابع للمخابرات الإسرائيلية شاباك، في عمر الثامنة عشر، إلا شظايا ذكريات لا يملك تمييز الحقيقي منها عن المتخيل. وفي سعيه إلى مواجهة هذه الذكريات الشبحية التي تطارده، يقرر أنضوني إعادة بناء مكان اعتقاله الغامض.
واستجابة لإعلان عن وظائف شاغرة لمعتقلين سابقين في المسكوبية من أصحاب الخبرة في البناء والهندسة المعمارية والدهان والنجارة والتمثيل، يتجمهر عدد منهم في باحة فارغة بالقرب من رام اللّه لينطلقوا معاً في رحلة لإعادة اكتشاف ملامح سجنهم القديم، وليحاولوا مواجهة تبعات الخضوع لسيطرة كاملة، ويعيدوا تمثيل قصة عاشوا تفاصيلها بين جدران المركز.
المرج
يروي "المرج" نضال مجتمع بسري والنشطاء اللبنانيين ضد بناء سد خطير في وادي بسري. يناقش المزارعون والرعاة ارتباطهم العميق بأرضهم، خوفًا من فقدانها بسبب المشروع. يتعمّق الفيلم في المخاطر الزلزاليّة والجيولوجيّة والبيئيّة للسدّ، عبثيّة السدّ وتضارب المصالح المحيطة ببناءه.
حبّ في الجليل
تخضع فاتن لضغوط عائليّة وتدخل زواجاً مرتّبّاً بعد بلوغها سن الثامنة والعشرين. لدى عودتها إلى مسقط رأسها في جنوب لبنان، تتفتّح أمامها آفاق جديدة نحو حريّة تتخطّى التوقعات المجتمعيّة.
جمل البرّوطة
شابان تونسيان يكافحان لسكب العيش من خلال العمل في شاحنات التّبن. يبدأ يومهما بكراً جدًا ولا ينتهي أبدًا. تتحول أحلام شبابهما إلى يأس وهم يواجهون البطالة والاستغلال، ولا بديل في الأفق. فيلم يترك أثرًا مريرًا، ويقدم تعليقًا لاذعًا على تونس اليوم…
موج
في مدينة السويس الاستثنائية، وُلدت ثورة يناير المصرية، وفيها تدور كل أحداث الفيلم الذي يدعونا من خلاله المخرج ابن مدينة السويس والبالغ من العمر ثلاثين عامًا، لمشاركته في نظرة شخصية تأمليَة، لخمس فتراتٍ من حياته الشخصيّة وحياة المدينة. يروي المخرج الفيلم بصوته، مستعيناً بمزيج خاص جداً من مشاهد رسوم متحرّكة ومواد أرشيفيّة ومشاهد مصوَرة بجمالية شعرية.
قودنا الفيلم في رحلة تأمليّة عبر موجاته المتعدّدة التي نكتشف من خلالها الكثير عن البناء الفكريّ والنفسيّ للجيل المصري الجديد والمُلقَب عادةً بـ "جيل الثورة"، ونشاركه في محاولات إعادة النظر والتأمّل في بعض الأحداث والحقائق الخاصّة بتاريخ مصر القريب والبعيد.