نقدّم لكم في شهر نيسان خمسة أفلام طويلة من لبنان ومصر وتونس وفلسطين، إحداها بالشراكة مع مهرجان أصوات، "أطفال شاتيلا" للمخرجة مي مصري.
أطفال شاتيلا
فرح وعيسى طفلان يحاولان تقبّل واقعهما المرير كلاجئَين مقيمَين في مخيّم شاتيلا الذي تعرّض لمذابح وحصار وتجويع.
تُقدّم المخرجة ميّ المصري كاميرا فيديو صغيرة لِعيسى وفرح ليصوّرا حياتهما برؤيتهما الخاصة، فيسأل كِلا الطفلَين الأجيال الأكبر سنًّا عن شعورهم حيال مغادرتهم الجبريّة لفلسطين، وما هي رسالتهم للجيل الجديد، فيجيب رجل عجوز أنّ فلسطين يجب ألا تُنسى أبدًا، متوجّهًا للأطفال: "عدوني بذلك".
يحيي "أطفال شاتيلا" - إنتاج عام 1998- الذكرى 50 للنكبة الفلسطينيّة عام 1948 ويبحث في انتقال الذاكرة من جيل إلى آخر من خلال عيون الأطفال الفلسطينيين الذين ولدوا في المنفى.
*بالشراكة مع مهرجان أصوات.
بحر وتراب
في لبنان آلاف العائلات تنتظر قريبها المفقود أو حتّى عظمة واحدة ليدفنوها، وهنالك أكثر من 100 مقبرة جماعيّة جرّاء الحرب الأهلية لم يُمسّها أحد.
يفضح فيلم "بحر وتراب" العنف الكامن تحت حديقة، ومدرسة، ومقهى، وفندق، ومعالم أخرى غير ملحوظة. تسكن هذه المساحات اليوميّة، التي تجوبها الكاميرا، أصوات قصصٍ ممحيّة.
ما زالت العائلات تبحث، بعد مرور أكثر من 30 عاماً على إعلان انتهاء الحرب، عن إجابات حول مصير أحبائّها. لكنّ إنشاء "الهيئة الوطنيّة للمفقودين والمخفيّين قسراً" عام 2020 بَعَث أملاً جديداً في إجراء تحقيق يطال هذه المواقع ويعيد الرّفات يوماً ما إلى العائلات التي طال انتظارها. هذا الوثائقيّ أول سجلّ لهذه المواقع المهدّدة بفعل الإهمال ومشاريع التطوير العقاري والنسيان.
ميّل يا غزيّل
"الشمبوق" واحدة من أعلى المناطق الجرديّة في لبنان. تقع في مرتفعات عكار، وتبعد عن سوريا كيلومترات قليلة. هي موطن هيكل، المزارع الستّيني.
في هذه البقعة الجغرافيّة، حيث تتقاطع الحدود والطوائف والطبقات الاجتماعية، استقرّ هيكل، وأسّس مزرعة، ومطعمًا، وهو يبني بيته أيضًا.
في الوقت الذي يواجه فيه هيكل، وبشكل يوميّ، غبار الكسّارات المجاورة وكساد المواسم الزراعية، كما التوتّرات الطائفيّة، يشعر أنّ دوره أكبر من أيّ وقت مضى: عليه أن يبقى، ويُبقي مشروعه الخاص ويحميه، ويدافع عن العيش المشترك بشكلٍ فعليّ؛ بيديه اللتين لا تملّان من العمل في الأرض التي يحبّ.
دروس خرايط
في فيلم "دروس خرايط" نسافر مع ك عبر الزمان والمكان إلى الشرق الأوسط أثناء استعماره. يضع هذا الفيلم المقالي الصراعات في محادثة، من بدايات المجالس العمّالية (الإتحاد السوفياتي)، مرورًا بإسبانيا 1936 والمقاومة الفييتناميّة، وكومونة باريس -أو الثورة الفرنسية الرابعة، وصولًا إلى الثورة السّورية في 2011. وكل هذا بهدف تحضيرنا للمرّة القادمة والزمن القادم.
يلعن بو الفسفاط
في العام 2008، ثار سكّان مدينة الرديف في تونس، والتي تعتمد بشكلٍ كاملٍ على إنتاج الفوسفات، على فساد الدولة والظروف القاسية وغير الصحيّة والحرجة التي يعيشونها. ردًّا على ثورتهم واحتجاجهم، اعتمد نظام بن علي القمعي البطش والطغيان. وعلى الرغم من ذلك، كانت تلك أولى الحركات الاحتجاجيّة والشعبيّة ضدّ النظام القمعيّ والدولة البوليسيّة. وعلى الرغم من أنّها لم تحقّق نجاحًا كاملاً، إلاّ أنّها أشعلت شرارة المقاومة في الشعب التونسيّ، ونبّهته على تدهور الحريّات.
فبطريقةٍ أو بأخرى، إنّ ثورة تلك البلدة مهّدت الطريق لثورة 2011 والربيع العربيّ.