نقدّم لكم في شهر تموز ستة أفلام طويلة من فلسطين ولبنان والجزائر والسودان والمغرب.
امبراطور النمسا
على الرغم من كَون المخرج الابن الأخیر في شجرة عائلته، إلّا أنّه اختار منذ فترة طویلة ألّا ینجب أطفالًا نظرًا إلى انجذابه إلى الرجال. تنشأ على مرّ السنین علاقة معقّدة بينه وبين والده، إلّا أنّ ظروف جديدة ستطرأ وتجعله یُعید النظر في خیاراته السابقة. إذ یَصدُر قرارٌ بهدم منزل العائلة في بیروت الذي ولد ھو ووالده فیه واستبداله بمبنى مؤلّف من 10 طوابق. يمضي الابن والأب برحلة بحثٍ عن قريب منسيّ، في حین یبدو أنّ منزل العائلة صامد.
لوبيا حمراء
في الوقت الذي ينشغل فيه الجيش الفرنسي بقصف منظمة الجيش السرّي، يتسلل الأطفال لنهب الجيش الفرنسي: من زيت وشوكولاتة، وسميد وسكر وحتى أسير حرب محكوم عليه بأكل الفول. لكن الحرب تطال المغامرة الجميلة وتخضب الفاصوليا بالدماء.
يروي هذا الفيلم نهاية الجزائر الفرنسية من خلال قوة خيال وتمرد هؤلاء الأطفال.
الڤبلة
يعيش مالك وهو مسّاح طوبوغرافي في العقد الثالث من عمره، حياة شبه منعزلة مختبئًا من العالم وعنفه. يقبل وظيفة في منطقة في غرب الجزائر، حيث تعهد إليه إدارة البحث في وهران بمسؤولية إقامة خط كهرباء جديد سيمرّ عبر القرى الفقيرة والمحاصرة في جبال الونشريس، وهي منطقة تعاني من ارهاب التطرّف الديني منذ حوالي10 سنوات.
على إيقاع الأنتونوف
يحكي "على إيقاع الأنتونوف" قصة سكان النيل الأزرق وجبال النوبة في السودان، وكيف يتعاملون مع الحرب الأهليّة. لطالما كانت الموسيقى جزءًا دائمًا من الحياة اليوميّة في هذه المناطق تقليديًا، ولكنها الآن تلعب دورًا جديدًا في مجتمع يتحدى الحرب.
السودان في حالة حرب أهليّة شبه مستمرة منذ استقلالها عام 1956، وقد انقسمت إلى دولتين سيادتين عام 2011. على الحدود بين الدولتين، تقوم طائرات أنتونوف الروسية الصنع بإسقاط القنابل بشكل عشوائي على المستوطنات في جبال النوبة. ومع ذلك، وبشكل مدهش، فإن سكان النيل الأزرق يواجهون الشدائد بالموسيقى والغناء والرقص محتفلون بنجاتهم.
يستكشف "على إيقاع الأنتونوف" كيف تربط الموسيقى المجتمع ببعضه البعض، ما يبعث على الأمل ويقدم هوية مشتركة للاجئين المنخرطين في معركة شرسة لحماية التقاليد الثقافيّة والتراث من أولئك الذين يحاولون طمسها.
فاز الفيلم بجائزة Grolsch People’s Choice للأفلام الوثائقية في مهرجان تورونتو السينمائي الدولي لعام 2014.
أحببت بشدّة
تقول فاطمة، التي تبلغ من العمر 75 عامًا اليوم، ”كنت أرغب في العيش والحب، مثل جميع النساء العصريات“. عُيّنت فاطمة في شبابها في الجيش الفرنسي كعاملة جنس ورافقت الجنود في الحرب في مستعمرة الهند الصينية الفرنسية. بعيدًا عن الحنين أو الندم، تقدم نفسها كما رسمتها دليلة الناظر في فيلمها، كبطلة منفتحة ومسليّة لأقصى حدّ. تتسوّل فدمة اليوم لتكسب قوتها وقوت أبنائها بالتبني، وتكافح في سبيل أن تعترف بها الدولة الفرنسية ك'محاربة قديمة'. تحفز طاقتها المرء على الاستماع والتعاطف، والتعمق في معرفة إرث التاريخ المغربي الاستعماري.
ن وزيتون
ينقلنا فيلم "ن وزيتون" إلى فلسطين أخرى مع قصص الناس الذين يلتقيهم مراد بسينماه المتنقلة وهو يتجوّل من مكان إلى آخر. نصادف حياة ريفيّة بسيطة، بعيدة عن الصور النمطيّة الثقافيّة والاجتماعيّة الحديثة لمدينتين تبعدان فقط كيلومترات قليلة وهي رام الله وتل أبيب - التي بناها الاحتلال على أنقاض قرى مدينة يافا الفلسطينيّة. تلقتي المجتمعات المتفرقة لفترة قصيرة لمشاهدة أفلام تم تصويرها في فلسطين، والتي شارك فيها بعضهم كممثلين. هذه اللحظة من التآلف المجتمعي والمتعة الفنيّة تتناقض بوقاحة مع الواقع المرير الذي يواجهونه يوميًّا مع التوسّع الاستيطاني المتسلّل، وانتزاع الأراضي، وقسوة الاحتلال والفقر.